رحمك الله يا أبى

قلمى مهما كتبت ما أعطيته حقه , لسانى مهما نطقت ما أعطيته حق قدره
فسوف أكتب بقلب تخرج الكلمات من بين دقاته , وأنطق بفم تخرج الكلمات ما بين شهيقه وزفيره , وعين لم ترى إلا بإذن ربه

عرفتك يا أبى رجلا سيدا فى قومه , محبوب بين أهله , رجلا تربع على عرش أخلاقه , مخلصا فى ذاته , يمتد العطاء من يمينه قبل يساره , راضيا بقضاء ربه , كنت على يقين بأن القناعة كنز لا تخشى فنائه

مقيما لصلاة ربه كل فى وقته , حامدا شاكرا لربه فى ركوعه وسجوده , ذاكرا لربه , مطمئن قلبه , داعيا إلى الله بعد كل صلاة بالرحمة لأبيه وأمه , ومن المسلمين إخوانه , قارئا لقرآن ربه كل يوم قبل صلاة فجره بأعلى ما آتاه الله من صوته

شهادة حق سمعتها فى حقه من أحد جيرانه عندما جاء معزيا أهله قائلا أن أباكم فى حياته كان كل يوم قبل صلاة فجره يقرأ قرآن ربه بأعلى صوته كالقطار وهو يجر عرباته

اللهم بارك له فى إخوانه , وزوجته , وأولاده , وأحفاده

اللهم ارحم أبى واغفر له , ولأبيه وأمه , ومحمدا شقيقه ومن المسلمين إخوانه

فهنيئا له إن شاء ربه على جنته بصحبة أبيه وأمه , واخوانه , وزوجته وأولاده , وأحفاده